.

google-site-verification: google3f17a5111aec7d77.html

سطور من كتاب خوارق اللاشعور للدكتور الوردي


هذه سطور من كتاب خوارق اللاشعور للدكتور الوردي قد تشخص بشكل دقيق بعض من ازمات العراق الحالية :
لا ريب ان شر ما تبتلى به امة من الأمم ان يكون لها ضميران , ضمير لحكامها وضمير لأفراد شعبها , فهذا الأنشقاق في الضمير الأجتماعي يجعل الحكام يظلمون الشعب من حيث يظنون انهم يعدلون , ويجعل الشعب متمردا ً من حيث يظن انه طائعا ً ..
والعراق قد ابتلي من هذه الناحية بمصيبة اجتماعية لا حد لها مع الأسف الشديد ,, يقال أن الحكومة في بريطانيا قد وضعت صندوقا أسمته " صندوق الضمير " ليضع فيه افراد الشعب بقايا ما عليهم من الضرائب التي غفل عنها الجباة , وقد دعوه " صندوق الضمير " لأن افراد الشعب هناك يشعرون بوخز الضمير حين يدفعون الى الحكومة ضرائب اقل مما يستوجبه القانون .. , ونحن لو وضعنا هذا الصندوق في بغداد لأصبح هو ذاته منهوبا ً .. , وليس معنى هذا ان الناس هنا من طينة تختلف عن طينة الشعب البريطاني , أن الناس في اساس تكوينهم الطبيعي سواء في جميع الأقطار , لا فرق في ذلك بين عراقي وبريطاني , او بين عربي او اعجمي .. !
ان الفرق في الحقيقة ناشئ من تصادم القيم الأجتماعية وانشقاق الضمير , فالشعب الذي يجد في حكامه كراهة له واحتقاراً لقيمه يميل الى التهرب من كل ما يأمر به هؤلاء الحكام ويرى في ذلك فضيلة وبطولة ..
جاء بعض الموظفين البريطانيين اثناء الحرب الأخيرة - يقصد دخولها العراق بعد الحرب العالمية الأولى - الى العراق فحاولوا تنظيم امور التموين فيه , وقد صرح احدهم بعد خبرة طويلة فيه " ان العراقيين كلهم لصوص " ..!
لقد اخطأ هذا الموظف البريطاني في حكمه على الشعب العراقي خطأ كبيراً , فهو جاء من مجتمع له ضمير واحد يشمل الحكام والمحكومين فيه , ناسيا ً ان المجتمع العراقي له ضميران ..
" ان الأنظمة الحكومية يعتبرها الشعب في بريطانيا انظمته التي شرعت لمصلحته , فهو يرعاها كما يرعى مصلحة نفسه وعائلته ..
" والواقع ان الضمير لم يتوحد في أي أمة من أمم هذا العصر الا بعد ان احس الشعب احساسا لا التباس فيه بأنه ينتخب رجال حكومته بنفسه انتخابا ً مباشرا ً , فالشعب حين يعتاد على رؤية ممثليه ينطقون بأسمه ويريدون رضاه ويدافعون عنه , يشعر بأنه عضو فعال في جهاز الدولة وانه يؤلف مع الحكومة صفا واحدا ً لا ثغرة فيه .. "


شاركه على جوجل بلس

عن مدونة همسات العشاق

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق