نعم صحيح . ان امريكا تأسست على استعباد عِرْق (الافريقي الاسود) وإبادة عِرْق ( الهنود الحمر). لا شك في ذلك.
ولـــكـــن امريكا اعترفت بتاريخها القبيح , وأقرّت بذنبها.
وأمريكا اتخذت كل الاجراءات التي تحول دون العودة الى الخلف. أمريكا تنظر للمستقبل , بعد أن اتعظت من الماضي.
لا أحد في امريكا اليوم , سواء كان سياسيا أو أكاديميا أو إعلامياً , يجرؤ على المجاهرة بالعنصرية أو تمجيد العنصريين أو المنافحة عنهم وايجاد الاعذار لهم , حتى لو كان في باطنهِ عنصرياً عتيّا !
ولا أحد في امريكا ينفي جريمة الابادة الجماعية أو يبررها أو يلطّف من بشاعة ما اقترفه " الآباء المؤسسون " ,,,
باختصار : امريكا تصالحت مع نفسها , عندما تصالحت مع تاريخها.
واما نحن , فما زال بيننا الكثيرون ممن يصرّون على ان تاريخنا ناصعٌ ورائعٌ وبديع! تاريخ ملائكة تقريباً .
لا زال من بيننا من يصر على رفض الاعتراف بالخطايا التاريخية التي ارتكبها أجدادنا , وكأنّ ذلك وصمة عار ولا يجوز.
لا زال من بيننا من يفضل ان ينفي وينفي , ثم ينفي وينفي , ثم ينفي !!! وكأنّ النفي هو الحل , وكأنّ النفي يغيّر من حقائق التاريخ.
فمثلاً : أما حان الأوان لنا أن نعترف بالدور التاريخي السيء الذي لعبه أجدادنا من العرب في النخاسة وتجارة الرقيق بنوعيه: الافريقي الاسود ( العبيد) و الاوروبي/الآسيوي الابيض (المماليك) ؟ أقصد الاعتراف من قبل مؤسساتنا العربية الجمعيّة وليس من طرف أفرادٍ أو فئاتٍ محدودة من مثقفين صادقين.
اما حان الأوان للاعتراف بأن لنا تاريخاً قبيحاً مع الرق والعبودية التي لم تُلغَ في بلادنا الاّ في وقت متأخر جداً قياساً مع بقية العالم , ولم يتم ذلك الاّ بمبادرةٍ وضغطٍ من المستعمِر , وللأسف !!

0 التعليقات:
إرسال تعليق