محمود درويش ليلُكِ من ليلكِ |
يجلسُ الليلُ حيث تكونين. ليلُك من لَيْلَكٍ.بين حين وآخر تُفْلتُ إيماءةٌ من أَشعَّة غمَّازتَيْك فتكسر كأسَ النبيذ وتُشْعل ضوء النجوم . وليلُك ظِلُّكِ - قطعةُ أرضٍ خرافيَّةٍ للمساواة ما بين أَحلامنا. ما أَنا بالمسافر أَو بالمُقيم على لَيْلكِ الليلكيِّ , أَنا هُوَ مَنْ كان يوماً أَنا ’ كُلَّما عَسْعَسَ الليلُ فيك حَدَسْتُ بمَنْزلَةِ القلب ما بين مَنْزلَتَيْن : فلا النفسُ ترضى , ولا الروحُ ترضى . وفي جَسَدَيْنا سماءٌ تُعانق أَرضاً. وكُلُّك ليلُكِ... لَيْلٌ يشعُّ كحبر الكواكب.لَيْلٌ على ذمَّة الليل , يزحف في جسدي خَدَراً على لُغَتي , كُلَّما اتَّضَحَ اُزدَدْتُ خوفاً من الغد في قبضة اليد. ليلٌ يُحدَّقُ في نفسه آمناً مطمئناً إلى لا نهاياته’لا تحفُّ به غيرُ مرآته وأَغاني الرُعاة القُدَامى لصيف أَباطرةٍ يمرضون من الحبِّ . ليل ترعرع في شِعْرِهِ الجاهليِّ على نزوات امرئ القيس والآخرين , ووسَّع للحالمين طريقَ الحليب إلى قمرٍ جائعٍ في أَقاصي الكلامْ .... |
- تعليقات بلوجر
- تعليقات فيسبوك
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
0 التعليقات:
إرسال تعليق